الطريقة الصوفية الغنابادية وبساطيل الدهس الأمني الإيرانية (مشاهد تظهر انتهاكات الأمن الإيراني بحق أتباع الطريقة الصوفية) النظام في إيران (= الجمهورية الإسلامية) بعد أربعة عقود أظهر وجهه الخفي الذي هو ضرب من الأنظمة الشمولية، إنه شمولي ديني حقا يسعى في رؤيته الحرابية إلى قمع المجتمع المدني لكي يمنع بقوة الأجهزة الأمنية أيّ تكوّن مدني في إطار المؤسسة والمنظمة والجمعية على أن التكوّن الذي لا يشير إلى ميول النظام يؤدي بالضرورة إلى الحراك الاجتماعي في النهاية وهو تعبير عن نوع من حرية نسبية يخافها النظام ويعتبرها من أشكال الانفلات من قبضة الرقابة الأمنية المشددة على المعتقدات والخروج من عملية تفتيش الفضاء الشخصي والاجتماعي. ولذلك فإن وجود منظمات وجمعيات اجتماعي ومدنية وإنسانية.. من قبيل حماية البيئة وحماية حقوق الأطفال وحقوق الحيوان وحقوق المرأة والأطباء المستقلين وجمعيات مكافحة الإدمان على العقاقير تعد في سياق التضاد مع الجمهورية الإسلامية في إيران (= النظام الشولي). والآن فقمع الحركة الصوفية المسماة بـ:(النعمة الإلهية) والموجودة بفرعها المسمى بالـ(غنابادية) ذات النشاط المدني والتوعيوي والمعنوي الشهيرة بمساعيها المدنية، وهي تقاوم بالسلمية ضربات البساطيل الأمنية في إيران لكي تخضع لمطالب النظام، بينما هي متواصلة في رفض ذلك، أمر يدل على إرادة الصوفية الغنابادية في العيش بالحرية الاعتقادية والتعددية الدينية والإشعار بحق امتلاكها في نظام لا يعتقد بحرية المعتقد جملة وتفصيلا. إن المشكلة الجوهرية في قمع الصوفية الغنابادية وغيرها من الجمعيات المدينة يدل على أن النظام له مشكلة (Problem) مع المعتقدات التي تعيش خارج دائرة الطائفية والحرابية الدينية، وركيزة المشكلة تكمن كون هذه الجمعيات والمنظمات تقف في موضع لا يمكن للنظام الشمولي أن ينالها، وتزداد أهمية قمعها من وجهة نظر النظام إنْ كانت تنتقد الوضع القائم من ظلام واستبداد.. ولو بالمجاز البياني. وعليه فالنظام الشمولي في إيران (= جمهورية إسلامية) كأحد أشكال الشمولية في العالم في العصر الحديث (= الشيوعية والدينية والعرقية..) يهدف إلى الإطاحة بالمجتمع المدني وإحالته إلى مجموعات مواطنة لا تتوكأ بعضها على بعض ولا يوجد بينها تضامن ولا تكاثف اجتماعي، وهذا نقض لفلسفة المجتمعات والمواطنة ومسؤوليات الدولة؛ الإنسان كموجود يتمتع بشعور جماعي لا يمكن فصل الفعل الاجتماعي عنه. أنا وأنت على الطرق، ظلان منكسران في زمن الصفيق إن جار بي زمني اتكأت على صديقي!! [ عدنان الصائغ] وتجدر الإلماعة على أن عزيمة النظام الشمولي في القضاء على المجتمع المدني والنشاط الإنساني الخارج عن جبروت الأجهزة الأمنية بواسطة المناهج القمعية والأساليب الداعمة على تفكك بنى المجتمعات تهدف إلى جعل المواطن لا يستند إلى المواطن الآخر ، وهذا طمس لروح المساندة لكي لا يحصل نشاط جماعي أو مؤسساتي لا يواليها قد يميل إليه الأفراد؛ لأنها تعد هذا النشاط تهديدا لمعنى الشمولية. وأخيرا عداء النظام الإيراني (= الجمهورية الإسلامية) مع الجمعيات المدنية والمنظمات الإنسانية الداعية إلى عدم المداخلة في المعتقدات والنشاط السلمي له أسباب، وفي ضوء الحديث عن الصوفية الغانابادية فالنظام الشمولي الإيراني يرى أن هذه الصوفية منافسة قوية للقراءة الرسمية من الدين فقمعها مطلوب لأنها تحوي الخصوصيات الآتية: أ). تنافس الدين الرسمي الآحادي في المعنوية والروحانية. ب). الغنابادية حركة صوفية اجتماعية تقليدية تحافظ على نزاهتها من أدناس السياسة. ج). مرشدها عالم بالقانون والحقوق المدنية ولا يقبل الإسلام الأصولي. |